تُعتبر العظام بكافّة أشكالها وأحجامها الدّاعم الأساسيّ لبُنية الإنسان، وتلعب دوراً مهماً في الحركة وغيرها من العمليّات الحيويّة الضروريّة لجسم الإنسان ويحتوي جسم الإنسان على مئتين وستّ عظمات، وتُشكّل ما يُقارب خمس عَشرة بالمئة من وزن الجسم و تتكوّن العظام من أنسجة عظميّة حيويّة؛ أيّ أنّ هناك حركة دائمة من البناء والهدم عن طريق خلايا متخصّصة.
إنّ عملية البناء تأخذ النصيب الأكبر خلال المراحل المبَكّرة من العمر سواء الطّفولة أو المراهقة، وبالتالي نلاحظ زيادة في حجم النّسيج العظميّ، ولكن مع تقدّم العمر تقلّ عمليّة البناء مقارنة مع الهدم، لذلك يجب الانتباه أكثر للتّغذية للحفاظ على عظام قويّة متينة.
تتحدد درجة قوة العظام بكامل النّسيج العظمي الموجود في جسم الانسان "الكتلة العظميّة"، بالإضافة إلى كميّة المعادن المخزّنة بداخل النّسيج العظميّ ".
من وسائِل وطُرق تقوية العظام ما يلي:-
• الحصول على كميّات كافية من الكالسيوم:
تَختلف حاجة الجسم من الكالسيوم باختلاف العمر والجنس وغيرها من العوامل، يجب الحفاظ على قوّة عظامهم التي تَمّ بِنَاؤها في السّابق من خلال غذاء متوازن غنيّ بالكالسيوم، حيث يحتاج البالغون 1000 ملليغرام من الكالسيوم يومياً، بينما تحتاج النّساء بعد انقطاع الطمث والرجال بعد سنّ السبعين 1200 ملليغرام يومياً, و المصادر الغنيّة بالكالسيوم هي؛ مشتقّات الحليب والخضروات الورقية الخضراء، والبروكلي، واللّوز، والأسماك مثل السلمون والتونة.
•الانتباه لمُستويات فيتامين د في الجسم:
يلعب فيتامين د دوراً مهماً في زيادة امتصاص الكالسيوم من القناة الهضميّة، وتثبيت الكالسيوم في العظام. وإنّ المصدر الرئيسيّ للحصول على فيتامين د هو التّعرض لأشعة الشّمس فيقوم الجسم وقليلة هي أنواع الأغذية المحتوية على فيتامين د مثل سمك السلمون، والتونة، وصفار البيض.
• ممارسة الرّياضة:
اعتاد الناس ممارسة الرّياضة لتقوية عضلاتهم، ولكن أصبح من الواضح أنّ تمارين تحمّل الوزن سواء كان وزن الجسم أو وزناً خارجياً تساعد أيضاً على تقوية العظام؛ فعند ممارسة الرّياضة تقوم العضلات بسحب العظام لتحريكها، وبالتالي يزداد الضّغط عليها، وهذا بدوره يحفّز العظام لتَكون أكثر قوّة وكثافة لتَحمُّل مثل هذه الأنواع من الرّياضات. ومن الأمثلة على الرّياضات المفيدة للعظام؛ رياضة المشي السّريع، والهرولة، وصعود الدّرج، والتمارين الهوائيّة، والقفز
• تَناوُل الأغذية المُحتوية على فيتامين ج:
لفيتامين ج دور فعّال في تكوين الكولاجين الذي يُشكّل ثلاثين بالمئة من العظام، ويُساعد فيتامين ج على امتصاص الكالسيوم.
• الابتعاد عن التّدخين:
لأنّ التّدخين يجعل الأشخاص أكثر نحافة، وقد وُجد أنّ مستويات الإستروجين عند النّساء المدخّنات تكون أقلّ بالمقارنة مع النّساء غير المدخّنات، وهذا بدوره يقلّل من قوّة العظام.
• عدم المبالغة في تَناوُل السُّكَّر، والملح، والكافيين لأنها تزيد من طرح الكالسيوم وغيره من العناصر الغذائيّة إلى خارج الجسم عن طريق البول..
•فحص كثافة العظام:
هو عبارة عن فحص غير مؤلم وسريع باستخدام الأشعّة السينيّة يُنصح به للرّجال والنّساء من فئات معيّنة لمعرفة مخزون المعادن في العظام، وتحديد الأشخاص الذين هم أكثر عرضة لهشاشة العظام والكسور.
•اكل الأغذية المُدَعّمة بالكالسيوم وفيتامين د، مثل حبوب الإفطار، والعصائر، وبعض أنواع المعكرونة التي تساعد على تقوية العظام والحفاظ عليها، بالإضافة إلى توفّر العديد من المكمّلات الغذائيّة لتعويض النّقص، ولكن بعد استشارة الطّبيب وعمل الفحوصات اللازمة.
من العوامل تؤثر في قوّة العظام:-
•الجنس: النّساء أكثر عرضة من الرجال لمرض هشاشة العظام وذلك لأنّ النّسيج العظميّ لديهنّ أقلّ.
•الحجم: إنّ النّحيل وضعيف البنية الجسديّة أي من يكون مؤشر كتلة الجسم لديه أقل أو يساوي تسعة عشر أكثر عرضة من غيره للوقوع في مشاكل ترقّق العظام.
• العمر: نَظراً لتَراجُع مستويات الكالسيوم في العظام مع الوقت وتراجع كفاءة الجسم في تصنيع فيتامين د، نُلاحظ ازدياد احتماليّة فُقدان العظام لقوّتها وترقّقها.
• الهرمونات: قلّة هرمون الإستروجين عند النّساء بعد انقِطاع الطّمث يُؤثّر سلباً في قوّة العظام، ويزيد من فرصة حدوث هشاشة العظام
•بعض الأدوية: تَناوُل أدوية الكورتيكوستيرويد لمدّة طويلة قد يُؤثر سلباً في قوّة العظام، كذلك الأمر في بعض أنواع مضادّات الاكتئاب من عائلة مثبّطات استرداد السيروتونين الانتقائيّة.
تعليقات