التخطي إلى المحتوى الرئيسي

لماذا تظن أنك محق حتى ولو كنت مخطئا ؟

لماذا تظن أنك محق حتى ولو كنت مخطئا ؟


جندي

هناك بعض الأشياء تبقى ثابتة.. نسبة الأدرينالين مرتفعة ،وأفعالك نابعة من ردود أفعال عميقة الجذور، ردود أفعال متجذرة في حاجتك لحماية نفسك وحماية الجانب الخاص بك، وتغلبك على العدو.

الكشاف

حسنا الآن، أريدك أن تتخيل لعب دور مختلف كليا، دور الكشاف .. عمل الكشاف ليس الهجوم أو الدفاع. عمل الكشاف هو الفهم، الكشاف هو الشخص الذي يخرج ، يرسم خرائط المنطقة، يحدد العقبات المحتملة، والكشاف يأمل أن يتعلم ، لنقل هناك جسر في مكان مناسب عبر النهر. لكن قبل هذا ، الكشاف يريد أن يعرف ماذا يوجد هناك، بدقة كبيرة قدر المستطاع، وفي جيش حقيقي ، كل من الجندي والكشاف ضروريان ،لكن يمكننا أيضا النظر إلى هذه الأدوار على أساس أنها عقليات.. كناية عن كيف أن كل واحد منا يتعامل مع المعلومات والأفكار في حياتنا اليومية.

الذي سوف أتحدث عنه اليوم هو كيف أن التمتع بحكم جيد، توقع تنبؤات دقيقة، اتخاذ قرارات جيدة، متعلق أساسا بعقليتك.

في الواقع ، هناك حالة يطلق عليها العلماء "الاستدلال المدفوع"، إنها حالة حيث تكون دوافعنا اللاإرادية، شهواتنا ومخاوفنا، تحدد الطريقة التي نحلل بها المعلومات.
بعض المعلومات، بعض الأفكار، نشعر وكأنها حليفتنا.. نريدها أن تنجح، نريد أن ندافع عنها..
وبعض المعلومات والأفكار الأخرى وكأنها أعداء لنا، ونريد إسقاطها أيضاً. ولهذا أطلق على الاستدلال المدفوع "عقلية الجندي".

إذا تتبعتم الرياضة أو السياسة، ربما قد لاحظتم أنه إذا أعلن الحكم أن فريقك ارتكب خطأ، على سبيل المثال ،فسوف تندفع للبحث عن سبب لتبين أن الحكم قد أخطأ. لكن إذا أعلن أن الفريق الآخر ارتكب خطأ .. رائع! تحكيم رائع، دعونا لا ندقق في الحكم كثيرا.
أو ربما قرأتم مقالا أو دراسة قامت بتحليل موضوع مثير للجدل، مثل عقوبة الإعدام، وكنت أنت من المؤيدين لعقوبة الإعدام، وأظهرت الدراسة أن الإعدام غير مجدِ، فسوف تكون جد متحمس للبحث عن كل الأسباب: لماذا هذه الدراسة لم تكن جيدة بما فيه الكفاية، لكن إذا أظهرت أن عقوبة الإعدام مُجدية، فإذن هي دراسة جيدة.

وهكذا: إذا لم تؤيد عقوبة الإعدام ،فنفس الشيء .. إن أحكامنا متأثرة جدا بدرجة كبيرة بغير وعي منا بأي طرف نريده أن يفوز. وهذا في كل شخص منا.. هذا يحدد كيف نفكر حول صحتنا، حول علاقاتنا، كيف نحدد كيفية التصويت، ما الذي نعتبره عدلْا أو أخلاقاً. والشيء الذي يخيفني كثيرا حول "الاستدلال المدفوع" أو عقلية الجندي، هو كيف أنه خارج عن شعورنا يمكننا أن نظن أننا موضوعيون ومحايدون، مع كل هذا ندمر حياة شخص بريء.

الآن عقلية الكشاف: إنها إرادة عدم جعل فكرة تفوز والأخرى تخسر، لكن لمعرفة ماذا يحدث حقا بأمانة وصدق قدر المستطاع، حتى ولو لم تكن جيدة أو مناسبة أو مثيرة لإعجابه. شخصيا هذه العقلية تثير شغفي والسؤال المطروح هو ما الذي يسبب عقلية الكشاف؟ لماذا بعض الأشخاص، على الأقل أحيانا، قادرون على تجاهل أحكامهم المسبقة وتحيزهم واندفاعهم ،ومحاولة رؤية الحقائق والأدلة، بأكبر قدر من الموضوعية..

والإجابة هي العاطفة.. فمثلما أن عقلية الجندي متجذرة في عاطفتنا ،كالغرائز الدفاعية أو القبائلية، فكذلك عقلية الكشاف، إنها متجذرة في عواطفنا، على سبيل المثال ، الكشافة فضوليون، إنهم أكثر ميلا للقول بأنهم يشعرون بالمتعة عند تعلم معارف جديدة، أو إذا توجب عليهم حل مشكلة. هم أكثر مسلا للشعور بالافتتان إذا صادفوا شيئا مخالفا لتوقعاتهم.

للكشافة أيضا قيم مختلفة، إنهم يذهبون للقول بأنه من الجيد أن تختبر معتقداتك الخاصة ،وأقل ميلاً لوصف شخص غيًّر من تفكيره بأنه شخص ضعيف.

وفوق هذا، الكشافة أصوليون، ما يعني أن قيمتهم كأشخاص ليست متعلقة بموقفهم حيال موضوع معين فيمكنهم تغيير تفكيرهم حيال شيء بدون أن يظن السوء او الغباء تجاه نفسه ، بل تجده يقول أنه ربما مخطئ حيال الأمر ..

فالأمر ليس متعلقا بدرجة ذكائك، أو حول مقدار معرفتك، في الحقيقة، ليست تتناسب مُطلقاً مع درجة الذكاء.. بل هي حول ما تشعر به.

يقول الكاتب "ساينت إكسبيري": "إذا أردت بناء سفينة، لا تحشد الرجال لجمع الخشب وإعطاء الأوامر ،وتوزيع المهام، لكن علمهم أن يحنوا إلى البحر الواسع اللامتناهي".
بتعبير آخر .. إذا أردنا حقا تحسين أحكامنا كأفراد وكمجتمعات ، مانحتاجه بشدة، ليس المزيد من الدروس في المنطق أو الخطابة أو الاحتمالات أو الاقتصاد، بالرغم أن كل هذه الأشياء قيمة جدا. وكن ما نحتاجه فعلا هو عقلية الكشاف.

علينا أن نغير كيفية شعورنا ، علينا أن نتعلم كيف نحس بالفخر لا بالعار، عندما نلاحظ أننا ربما كنا مخطئين حول شيء ما.
علينا أن تعلم كيف نشعر بالافتتان بدلا من أن نكون دفاعيين عندما نصادف معلومات متعارض مع اعتقاداتنا.

المصدر: ted 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

اقرأ ملصقات الطعام وابحث عن هذه المواد الآمنة

يضاف على بعض المواد الغذائية الكثير من مكسبات الطعم والإضافات الصناعية، تحتوي بعض تلك المواد على فوائد عديدة أيضاً، لذا نقدم لكم هذا الدليل لتتعرف على المواد المضافة الآمنة صحياً. صمغ الزانثان  يوجد الزانثان على ملصقات الطعام تحت اسم «Xanthan Gum» وهو مادة تُنتج عندما يُخمر السكر. يستخدم الزانثان ليعطى الأطعمة قوام سميك ويوجد في السلطات والصلصات وبعض الأطعمة الخالية من الجلوتين والآيس كريم.  أثبتت  بعض الدراسات أن صمغ الزانثان يساعد على تقليل مستوى السكر في الدم لدى مرضى السكري، بالإضافة إلى مساهمته في تقليل مستوى الكوليسترول وفي المساعدة على الشعور بالشبع، لكن ربما يسبب تناوله بكميات كبيرة لدى بعض الأشخاص؛ بظهور أعراض جانبية له مثل الاسهال. بوتيل هيدروكسي الأنيسول  وبوتيل هيدروكسي  تولوين مصدر الصورة: بيكسلز في الغالب، تتواجد مادة بوتيل هيدروكسي الأنيسول، ومادة بوتيل هيدروكسي تولوين معاً، ويوجدا على ملصقات الطعام تحت اسمي «BHA» و«BHT»، وستجدهم في الكثير من الأغذية مثل رقائق البطاطس، وحبوب الإفطار والأغذية السريعة والوجبات الخفيفة واللحوم المُعالجة.  يُستخدم «البوتيل هيدروكسي الأنيسول»

مرّن عقلك على اللاءات الـ 13 للأشخاص الأقوياء عقليًا

مرّن عقلك على اللاءات الـ 13 للأشخاص الأقوياء عقليًا   جميعنا يعرف إن التمرين المنتظم والتدريب بالأثقال يؤدي إلى بناء القوة البدنية والعضلية.. ولكن كيف نقوي أنفسنا من الناحية العقلية من أجل مواجهة الأوقات الصعبة بحق؟ وهل يمكننا نقوية عضلاتنا العقلية؟ّ! كتاب 13 أمرا لا يفعلها الأشخاص الأقوياء ذهنيا يخبرنا بذلك .. في كتابها 13 Things Mentally Strong People Don’t Do أو كتاب 13 أمرا لا يفعلها الأشخاص الأقوياء ذهنيا كتبت Amy Morin – إيمي موران أن القوة الذهنية لا تنعكس في كثير من الأحيان في ما تفعله. بل عادة تبرز فيما لا تفعله. كما أن تطوير القوة الذهنية هو “نهج ثلاثي الجوانب” يتعلق بالتحكم في أفكارك وسلوكياتك وعواطفك. ١٣  شيئًا يتجنبهم الأشخاص أصحاب العقول الرشيدة/الأقوياء عقليًا بصفتها أخصائية اجتماعية سريرية مرخصة، ومدرسة نفسية جامعية، ومعالج نفسي، فقد رأت إيمي موران أن عددًا لا يحصى من الأشخاص يختارون النجاح، وذلك على الرغم من مواجهتهم تحديات هائلة في سبيل تحقيق ذلك. فنجد مؤلفة الكتاب إيمي موران تقول:- “كطبيب نفسي، لقد شاهدت عددًا لا يحصى من الأشخاص الذين ي

جسدك يريد أن يخبرك شيئًا

    الشعر يمكنك ان تميز شعر الصحي بسهولة وعلى الفور. فهو كثيف، لامع وبراق، خال من التقصفات. لكن ماذا لو كان تاجك ليس جيدا الى هذا الحد؟ ربما هو نذير مشاكل صحيّة، عوامل الزمن او انك قضيت وقتا اكبر من اللازم تحت مجفف الشعر. - شعر ابيض بين عشية وضحاها؟ سمعنا كثيرا عن قصص الرُعب، وكيف ان أحدهم استيقظ بعد كابوس رهيب او صدمة عصبية ليجد شعره الذي كان اسود، اشقر او احمر وقد اصبح رمادياً او ابيضاً. لا تقلق بشأن ذلك فهو لن يحدث لك! لان الابحاث البيولوجية تؤكد ان هذا الكلام غير صحيح. وان الطريقة الوحيدة لتحول لون الشعر هو التراجع التدريجي في انتاج الميلانين في جذور الشعر. لا يوجد حدث "بيولوجياً" يمكن ان يزيل الشعر من عامود الشعر. ومع ذلك، يمكن لصدمة جسديّة أو نفسيّة ان تتسبب في إحداث تغيير في الشعر. المرض أو الإجهاد يرسل رسالة للشعر نشط النمو للذهاب الى "استراحة"، وبضعة أشهر في وقت لاحق، كل هذه الخيوط في مرحلة الراحة قد تسقط. هكذا، إذا سقط الشعر الداكن فجأة وتبقى الشعر ذو اللون الأبيض ، النتيجة هي شعر يبدو رمادياً فجأة -