هل لاحظت أن أشد الأمراض الفتاكة كثيراً ما يتم ربطها بالخفافيش ، ما هو سبب ذلك ولماذا تعد الخفافيش وعاءاً حيوياً لأشد الأوبئة ضراوة وفتكاً بالبشر .
الدراسات التي أجريت على الخفافيش أظهرت أن استجابتها المناعية قوية للغاية ، فجهازها المناعي دائماً على أهبة الإستعداد للمحاصرة الفيروسات مما يدفع الفيروسات لتكون أكثر ضراوة أيضاً .
تؤدي العدوى الفيروسية في هذه الخفافيش إلى استجابة سريعة تؤدي إلى خروج الفيروس من الخلايا. في حين أن هذا قد يحمي الخفافيش من الإصابة بأحمال فيروسية عالية ، إلا أنه يشجع هذه الفيروسات على التكاثر بسرعة أكبر داخل المضيف قبل أن يتم تثبيت دفاع.
هذا يجعل الخفافيش مستودعًا فريدًا من الفيروسات سريعة التكاثر و القابلة للانتقال لحيوانات أخرى.
في حين أن الخفافيش يمكنها تحمل وجود فيروسات مثل هذه بشكل حميد ، فإن انتقال فيروسات الخفافيش تلك إلى حيوانات تفتقر إلى نظام مناعي سريع الاستجابة كالخفافيش يجعلها تتغلب بسرعة على مضيفيها الجدد ، مما يؤدي إلى ارتفاع معدلات الوفيات.
تملك الخفافيش قدرة فائقة على تجديد الخلايا ومقاومة الإلتهابات
باعتبار الخفافيش هي الثدييات الطائرة الوحيدة ، ترفع الخفافيش معدلاتها الأيضية أثناء الطيران إلى مستوى يضاعف ذلك الذي تحققه القوارض ذات الحجم المماثل عند الركض. في المعتاد يؤدي النشاط البدني القوي وارتفاع معدلات التمثيل الغذائي إلى تلف الأنسجة بشكل كبير نتيجة لتراكم الجزيئات الضارة . لكن يبدو أن الخفافيش لديها آليات فسيولوجية مميزة لإستبدال الخلايا التالفة بكفاءة.
بعض الخفافيش يمكن أن يعيش 40 سنة ، في حين أن القوارض من نفس الحجم قد تعيش عامين فقط !
القدرة الفائقة لتجديد الخلايا لدى الخفافيش ربما يفسر عمر الخفافيش الطويل بشكل فريد. فعادة ما يكون عمر الحيوانات الصغيرة ذات معدل ضربات القلب والتمثيل الغذائي سريع أطول من عمر الحيوانات الكبيرة ذات دقات القلب الأبطأ والتمثيل الغذائي الأبطأ ، ويفترض أن ارتفاع معدل الأيض يؤدي إلى مزيد من الجذور الحرة المدمرة. لكن الخفافيش فريدة من نوعها حيث تملك عمراً أطول بكثير من غيرها من الثدييات التي لها نفس الحجم .
لاحظ الباحثون أيضاً أن العديد من فيروسات الخفافيش تقفز إلى البشر عبر وسيط حيواني.
- سارس انتقل للبشر عبر قط الزباد الآسيوي
- كورونا الشرق الأوسط المعروف بميرس انتقل عبر الجمال.
- الإيبولا انتقل عن طريق الغوريلا والشمبانزي
- فيروس نيباه عبر الخنازير.
- فيروس هندرا عبر الخيول
- فيروس ماربورغ من خلال القرود الخضراء الأفريقية.
مع ذلك ، تظل هذه الفيروسات شديدة الخطورة ومميتة عند القفز النهائي إلى البشر.
لا يفوتنا أيضاً إضافة أن فقدان الخفافيش لموائلها الطبيعية وكونها الثدييات الوحيدة القادرة على الطيران ، أدى أيضاً إلى مزيد من الإنتشار لها في أماكن لا يفترض أن تكون موجودة فيها ، ومع انتشارها تزداد قدرتها على نشر الأمراض على نطاق أوسع بفعل لعابها و برازها ، هذا فضلاً عن استهلاك شريحة من البشر للخفافيش كغذاء كما يحدث في بعض مناطق شرق آسيا بالطبع.
كل هذا جعل الخفافيش مرشحة لتكون الحيوانات الأكثر فتكاً بالبشر والثدييات ، في الحقيقة يبدو الأمر كما لو كانت الخفافيش تخرج لسانها وتنتقم ممن ينغصون حياتها من البشر عبر نشرها للأمراض القاتلة.
تعليقات