قصص لا يصدقها العقل عن جنون بعض العلماء!
بين الذكاء والجنون شعرة! وهؤلاء العلماء يؤكدون ذلك.
بخلاف اليوم، كان العلماء والجنون قديماً وجهين لعملة واحدة، فمن كان يصدق أن الإنسان يمكنه الطيران أو الوصول إلى الفضاء؟ وهل من الممكن محادثة أحد من خلال الأسلاك؟ كانت كل تلك الأفكار توضع في قفص الجنون، بل إن العديد من العلماء تم حبسهم في مصحات نفسية، واتهامهم بالهرطقة والسحر والشعوذة. ولكن رغم ذلك، كان هناك أيضاً العديد من العلماء، الذين دفعهم حب العلم إلى الجنون في التصرفات والتجارب، وفي ما يلي نسرد بعضاً من هؤلاء:
1. إسحاق نيوتن
سنبدأ أولاً مع السير (إسحاق نيوتن)، أشهر العلماء في التاريخ، فبالرغم من نظرياته التي غيّرت طريقة فهمنا للكون، إلا أنه مرّ بفترة لا بأس بها من الجنون والتصرفات الغريبة، حيث ما زالت حالته العقلية في تلك الفترة موضع نقاش حتى يومنا هذا، وقد عزى البعض الموضوع لإحدى المتلازمات الشهيرة (متلازمة أسبرجر) والتي يعاني مصابوها من بعض أعراض التوحد والعزلة الاجتماعية. أما آخرون فقد كانوا على يقين أن السير (إسحاق نيوتن) مصابٌ بالاكتئاب! وفئة أخرى عزت الموضوع للتسمم بالمعادن الثقيلة، والتي سنتحدث عنها الآن:
قام (نيوتن) بتجارب الكيمياء، وترك ما يقارب المليون كلمة في مذكراته عن الكيمياء، وكانت إحدى تجاربه الكيميائية هي محاولة تحويل المعادن الثقيلة إلى ذهب، أو كما تسمى ( الخيمياء)، حيث جرب (نيوتن) العديد من المعادن الثقيلة، وكان هذا قبل فترة قصيرة من دخوله بمشاكل الصحة العقلية، من بين هذه المعادن التي استخدمها معدني الزئبق والرصاص.
كشفت جثة (إسحاق نيوتن) من خلال فحص شعره عن مستويات خطيرة جداً من الزئبق والرصاص وغيرها من المعادن السامة. كما تضمنت دراساته عن المعادن الثقيلة المختلفة ملاحظات تتعلق بالرائحة والطعم! مما يشير إلى أنه تناولها عن طريق الفم أيضاً. بعد فترة قصيرة من عمله بمجال الكيمياء، أظهر (نيوتن) أعراض مرض عقلي لاحظها الكثيرون، بدأت أعراضه بالأرق، جنون العظمة وعسر الهضم، والإكتئاب والعزلة الإجتماعية أيضاً. لكن حتى الآن، لم يتم تأكيد أن الموضوع سببه المعادن الثقيلة.
2. فلاديمير ديميخوف
هو جراح سوفييتي تضمنت تجاربه جراحات شاذة على الجِراء، حيث كان يؤمن بإمكانية خلق حيوانات جديدة بواسطة نقل أعضاء الحيوانات المختلفة وزرعها في حيوانات أخرى، ورغم أن محاولاته قدمت الكثير لعالم الطب والجراحة، إلا أن جنونه يتضح من خلال قيامه بزرع رؤوس الكلاب على الخنازير، واشتهر بجراحة أجراها عام 1954 كانت بدمج فصيلتين من الكلاب، وإنتاج كلب برأسين.
3. سيرجي بروخونينكو
يُعزى إلى العالم السوفييتي (سيرجي بروخونينكو) إسهامه في تحقيق تقدم مهم في جراحة القلب المفتوح، لكن تجاربه المروعة على الحيوانات كانت أكثر إزعاجاً. لم يكن (بروخونينكو) راضياً عن تشريح الحيوانات بعد وفاتها. وبشكل أكثر تحديداً، لم يكن يحب انتظار موتها بشكل طبيعي، ولكنه أيضاً لم يحب أن تموت الحيوانات –حتى بعد قطع رأسها. في أواخر ثلاثينيات القرن العشرين، أجرى (بروخونينكو) وفريقه سلسلة من التجارب قاموا خلالها بإزالة رؤوس الكلاب وإبقائها على قيد الحياة بعيداً عن جسما عن طريق ربطها بجهاز إمداد الدم والهواء. لم يكن هذا هو الوحش الوحيد الذي خلقه (بروخونينكو): فقد تم سحب دماء كلب آخر من جسده بشكل كامل! تم التقاط عمل (بروخونينكو) الشنيع على الكاميرا في فيلم 1940، تجارب في إحياء الكائنات الحية.
4. يوزِف منغيله
درس علم الإنسان، كما أنه كان طبيباً عسكرياً ألمانياً في سنة 1943، وتمت الموافقة على طلبه بالانضمام إلى المعسكر الطبي النازي، واستغل (منغيله) مخيم أوشفتز كفرصة لاستئناف تجاربه في مجال الوراثة، وحقن العيون بمواد كيماوية بغية تغيير لونها، وبتر الأطراف، وغيرها من العمليات الجراحية الوحشية، وفي أوقات عديدة، قام بقتل من أجرى عليهم التجارب بكل بساطة ليقوم بتشريحهم فيما بعد.
5. البروفيسور جون ناش
هو رياضي وعالم اقتصاد أمريكي، اهتم بنظرية الألعاب والهندسة التفاضلية، كما كان مصاباً بمرض الفصام، ولكن ذلك لم يمنعه من أن يكون عبقرياً فذاً، واعتقد طوال السنين أن لديه شريكاً في غرفته، لكن الوثائق بينت أنه كان يسكن لوحده، وأصبح مذعوراً، وأدخل إلى مستشفى (ماك لين).
حصل (جون ناش) على جائزة نوبل في علم الاقتصاد، وذلك تكريماً لجهوده في نظرية الألعاب، والتي لها استخدامات كبيرة في الاقتصاد والتفاوض التجاري.
6. روبرت جي. هيث
أثناء عمله في جامعة تولين في نيو أورلينز، وجد (هيث) أنه من خلال توصيل أدمغة الناس بأقطاب كهربائية، يمكنه أن يمنحهم رشقات كهربائية من المتعة. وإذا قام بعد ذلك بإدخال أنبوب ضيق في المخ مع الأقطاب الكهربائية، فقد يؤدي ذلك إلى إفراز مادة كيميائية تسمى أستيل كولين مباشرة –وهو ما ينتج عنه نشوة افتراضية، بما في ذلك استمرار هزات الجماع المتعددة لمدة تصل إلى نصف ساعة.
من ناحية أخرى، عندما يتم تنبيه مراكز الألم، يمكن أن يعاني المرضى من الألم، كما اكتشف أحدهم أثناء إحدى التجارب (لم تكن تجربة ممتعة أبداً). يعتقد البعض أن (هيث) كان مرتبطاً بمشروع MK-ULTRA غير القانوني التابع لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية CIA –وهي فكرة يمكن تصديقها بسهولة بناء على تجاربه الغريبة.
7. جاك بارسونز
قصة عالم الصواريخ (جاك بارسونز) مجنونة إلى حد أنه يجعل من المغري الاعتقاد أنها نتاج خيال كاتبٍ هوليودي مختل. ومع ذلك، فإن حقيقة الحياة الشخصية لباحث معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا موثقة جيداً. ففي عام 1939، اعتنق (بارسونز) الـ ”ثيليما“، وهي فلسفة دينية وثنية طورها عالم السحر (أليستر كراولي).
شوهد (بارسونز) مع زملائه في عدد من المناسبات يرقصون عراة حول نيران مشتعلة في الحديقة، في طقوس وثنية واضحة. وفي فترة أخرى، انضم إلى مؤسس السيانتولوجيا L. Ron Hubbard من أجل محاولة إحضار والدة المسيح الدجال! حيث كان (بارسونز) يمارس الاستمناء و(هوبارد) يدوّن ملاحظات. كما اعتقد الشريكان أنه يمكنهما استحضار الأرواح بطريقة غريبة جداً، وهي أن يمارس (بارسونز) علاقة حميمية مع عشيقته أثناء أداء (هوبارد) بعض التراتيل.
فيما بعد، هرب (هوبارد) مع عشيقة (بارسونز)، وأبلغ (بارسونز) العالم أنه كان يحاول أن يقوم بسحر خصمه! قتل (بارسونز) في نهاية المطاف في انفجار اقترح البعض أنه كان على تجربة سحرية.
للمزيد من المعلومات عن السيانتولوجيا، اتبع هذا الرابط
8. وليام بوكلاند
هو خريج كلية كوربوس كريستي في أوكسفورد، وأحد معاصري (تشارلز داروين) –واشتهر بكونه أول رجل يضع وصفاً كاملاً للديناصور المتحجر، ميجالوسور. كان (بوكلاند) رجلاً يصرّ على تناول كل شيء، ونحن نعني كل شيء، بما في ذلك القنفذ المشوي والنعامة المحفوظة بوعاء والفهود وخنازير البحر والجراء، وصل به الأمر لأن شرب بول الخفافيش.
ومع ذلك، ربما كانت أكبر إنجازات (بوكلاند) المذهلة هي تناوله قلب الملك (لويس الرابع عشر) –وهي قصة تغطي بلا شك على كتابته عن الديناصور المتحجر Megalosaurus. ربما ينبغي على أي عالم يرغب في الحصول على مكان في كتب التاريخ أن يتخلى عن تجاربه ويسارع لمضغ أي شيء يعبر طريقه!
9. جوردانو برونو
فيلسوف إيطالي شهير حُكم عليه بالهرطقة من قبل الكنيسة الكاثوليكية، ومن النقاط الرئيسية في نظريته علم الكون الفيزيائي، حيث كان يعتقد (برونو) بأن الكون لا نهائي، واعتمد على الملايين من الكواكب والمجرات، ووجد كواكب أخرى عليها حياة ذكية، وأن الأرض كوكب في الكون، وليست مركز الكون.
10. الأخوان رايت
تعرض الأخوان (رايت) للسخرية عندما أفصحا عن إيمانهما بقدرتهما على صناعة جسم ذي أجنحة بإمكانه الطيران والارتفاع في الهواء. أما اليوم، فيمثل الأخوان (رايت) إرثاً عالمياً يُحتفل بإنجازهما بشكل رسمي، ويحتلان صفحات مشرّفة في التاريخ الأمريكي، وطائرتهما التي لا تزال صورتها تملأ الطوابع والتذكارات والساحات العامة في الولايات المتحدة وعبر العالم.
11. فيثاغورس
يُحكى عن العالم اليوناني (فيثاغورس الساموسي)، والذي يُعرف بأنه أحد أهم المفكرين البارزين عبر العصور، بأنّه حينما حملت به أمه قد تنبأ لها أحدهم، بأنها ستلد ابناً يكون على قدرٍ كبيرٍ من الحكمة والجمال، وسيكون له تأثير عظيم على البشريّة جمعاء. وقد نُسبت لهذا العالم عدة روايات وربما أساطير، قد لا تكون صحيحة، إلاَّ أنّه في الحقيقة كان عظيماً لما تركه من علم ما زال يُستفاد منه حتّى يومنا هذا.
ولكن، كما كان أغلب العلماء، فقد كان له عادات غريبة. حيث كان يحب الرقم عشرة لدرجة التقديس، إذ كان يرى في هذا الرقم الكمال والتمام، كما كان محباً للموسيقى، إذ ادعى أنّ الكون مؤلّف من تمازجٍ بين كلٍّ من العدد والنغم. كان (فيثاغورس) يجبر جميع أتباعه، الذين كانوا يدرسون الهندسة على يده، بعدة أمور قد حفظها من مزاولي الهندسة الذين التقاهم في ترحاله، وهذه الأمور هي: يجب عليهم أن يرتدوا ملابس بيضاء اللون، ويجب عليهم أن يمارسوا التأمّل خلال أوقات وفترات محدّدة. كما يجب عليهم أن يمتنعوا عن أكل كافّة أنواع اللحوم والفول.
12. ايليا ايفانوف
ربما تتساءل عما يمكن أن يكون أكثر جنوناً من مغامرات (جاك بارسونز) التي تحدثنا عنها بالفقرة السابعة من المقالة. ومع ذلك، فإن عالم الأحياء السوفياتي (إيليا إيفانوف) يتفوق عليه وبقوة! ففي عام 1924 منحت الحكومة البلشفية (إيفانوف) الإذن بمغادرة البلاد لغرض صريح، وهو تربية القرد الهجين.
في صيف عام 1926، قام (إيفانوف) في باريس بتطعيم مبيض امرأة لقردة اسمها (نورا)، وحاول إخصاب القردة بالحيوانات المنوية البشرية. في نوفمبر من العام ذاته، سافر إلى إفريقيا وقام بعمل تجربة ثلاثية للشمبانزي والحيوانات المنوية البشرية. ثم عندما لم تصب أي من الحيوانات بالحمل، غيّر أساليبه وحاول بدلاً من ذلك العثور على نساء سوفياتيات يتم تطعيمهن طوعاً بالحيوانات المنوية للشمبانزي –وبالفعل، وجد ما لا يقل عن خمسة متطوعين. ومع ذلك، قبل إجراء التجارب بشكل صحيح، استلم (ستالين) مقاليد الحكم في الاتحاد، ونفى عدداً كبيراً من العلماء خارج البلاد، ومنهم (إيفانوف) الذي ارتحل إلى كازاخستان، حيث توفي في غضون عامين من وصوله.
13. نيكولا تيسلا
ربما كان (نيكولا تيسلا) –الذي درس في كلية الفنون التطبيقية النمساوية ولكنه لم يتخرج منها –هو العالم الأكثر إبداعاً وتميزاً الذي عاش على الإطلاق. حيث قدم (تيسلا) مساهمات علمية كبيرة، فتحدّث عن التيارات الكهربائية المتناوبة، والتي كانت أساس الصراع بينه وبين (توماس أديسون).
عندما ربح سبع براءات اختراع في نظام توليد التيار الكهربي المتردد، قدم العالم (تيسلا) أيضاً دراسات عن الأشعة السينية، وأجهزة الرنين المغناطيسي، بالإضافة لتنبؤه بالمايكروويف والتلفزيون وغيرها، حيث وصل عدد اختراعاته لأكثر من 700 اختراع!
مع تقدمه في السن، أصيب (تيسلا) باضطراب الوسواس القهري بدرجات متقدمة، وتطور لديه نفور شديد من لمس شعر الإنسان! من المعروف ادعاءه أنه كان على اتصال بآخرين من خارج الأرض. لكن للأسف، توفّي (تيسلا) في إحدى غرف الفنادق بهدوء تام عام 1943.
تعليقات