أدى إنتشار التكنولوجيا الحديثة في العالم إلى جعل مئات الملايين من النّاس يقضُون وقتاً طويلاً و طويلاً جداً و هم يستخدمون الهواتف الذكية و الأجهزة اللّوحية ممّا أدّى إلى تطوُّر الكثير من المشاكل الصّحية والمتلازمات الجديدة التي لم تعرفها البشرية من قبل من جرّاء ذلك و من هذه المشاكل نذكر:
1- متلازمة الإبهام
هذه الحالة سببها استخدام الهواتف النقالة، سواء ذات الأزرار منها أو اللمس، حيث نضطر للضغط عليها كثيراً عند كتابة رسالة نصية أو حين نستخدم الإبهام للتنقل بين الصفحات، وهذا ما حيَّر الأطباء لفترة إثر الحالات المتكرِّرة قبل اكتشاف السبب.
متلازمة الإبهام تسبِّب ألماً في عضلات الإبهام نتيجة الاستخدام المتكرر وينصحُ الأطبّاء في هذه الحالة بأن يحاول الشخص استخدام أصابع أخرى للكتابة أو يده الأخرى.
2- متلازمة الأصابع
عادةً، ما تصيب هذه الحالة من يمارسون ألعاب الفيديو، لكن مع تطور التكنولوجيا وظهور شاشات اللمس، أصبح الأشخاص العاديون يصابون بها، إذ إن أطراف الأصابع ليست مصممة لأن تقوم بالتحرك على سطح قاس ولفترة طويلة.
إذ أحياناً تصل مسافة "السحب" لحوالي الـ12 سم، وذلك في بعض الحواسب اللّوحية، وهذا ما سبب الكثير من الحالات التي تُجرح فيها أطراف الأصابع وأحياناً تصاب برضوض وتقرحات جلديّة، ويقترح الأطباء عادة أن يغير الشخص الأصابع التي يستخدمها أو أن يضع أكفّاً مخصصة لشاشات اللمس.
3- متلازمة الرقبة
نشأت هذه المتلازمة المرضية نتيجة التغيير في الوضعية الطبيعية للرقبة بسبب وضعية الشاشة التي ليست أمام الوجه، بل في اليد، ما يؤدي لانحناء الرأس للأمام، وأحياناً يصل الانحناء إلى 60 درجة، ما يشكل ثقلاً على الرقبة فائقاً عن الطبيعي، والذي قد يصل إلى 27 كيلوغراماً، ما يسبب توتراً في عضلات الرقبة وأحياناً التيبس والشد العضلي.
4- متلازمة رؤية الكمبيوتر
وفقاً للرابطة الأميركية لقياس النظر، تحدث هذه الحالة نتيجة الاستخدام المستمر للأجهزة الرقمية، مثل أجهزة الحاسوب المحمولة، والحواسيب اللوحية، والهواتف الذكية. وتتفاقم هذه الحالة أيضاً مع الإضاءة السيئة للمكاتب، ووهج الشاشات، ووضعية الجلوس غير الصحيحة.
قد تؤدي المتلازمة أيضاً إلى جفافِ العين، فوفقاً لتقارير جامعة آيوا الأميركية، يقل معدل وميض العين بنسبة 66% عند النظرِ إلى الشاشةِ مما يتسبب في حرقانٍ أو جفافٍ للعين.
5- متلازمة الكوع
هذه المتلازمة يدل عليها اسمها، فهي عادة ما تصيب لاعبي التنس، إلا أنها مع التطور التكنولوجي أخذت شكلاً آخر، إذ أصبحت تصيب مستخدمي الحواسب نتيجة الحركة الدائمة للأصابع والمعصم، وعادة ما تظهر على شكل التهابات في المعصم وأحيناً تسبب ألماً أثناء الحركة وصعوبة في القبض وحمل الأشياء حتى تلك الخفيفة منها.
6- اكتئاب الفيسبوك
تتولد هذه الحالة نتيجة التعرض والاستخدام الدائم للفيسبوك، والانفصام الذي قد يسببه أحياناً عن الحياة الواقعية، نتيجة التعلق بالفيسبوك والرغبة دائماً بأن يكون الشخص مرئياً للجميع أمام الشاشة، ما يدفع البعض لهدر الكثير من أوقاتهم لإثبات حضورهم على الموقع الأزرق، ما يجعل أوقاتهم بعيدة عنه مأساويةً، لتظهر عليهم أعراض القلق والتوتر التي قد تصل للاكتئاب.
7- النرجسيّة
ترتبط هذه الحالة بالانعكاس النفسي الذي توفره الشاشات للشخص، فهو قادر على تكوين شخصية جديدة وبنائها عبر الصور التي يرفعها، والنصوص التي يكتبها وينشرها للملأ، لنراه أكثر تأملاً لنفسه الجديدة التي يبنيها، ومنهمكاً أكثر في بناء صورته الافتراضية، ومحاولاً في الوقت ذاته جعل الواقع مشابهاً لها، سواء على الصعيد الجسدي أو الاجتماعي.
ما يجعل التكنولوجيا تعمّق الفجوة النفسيّة وتخلق النزعة النرجسيّة نحو الكمال الذاتي الذي لا يمكن تحقيقه، كل ذلك في سبيل مشابهة الصورة الوهمية على الشاشة التي يبنيها الشخص لنفسه.
8- فرط الحساسية الكهرومغناطيسية
تسمى هذه المتلازمة بـ"Electromagnetic hypersensitivity"، وتنشأ نتيجة تعرضنا الدَّائم للأمواج الإلكترو- مغناطيسية، التي تتولد من كل الأجهزة الكهربائية التي تحيط بنا، وأحياناً هذا يسبب ظهور أعراض مرضيّة للبعض، والتي تتراوح بين وجع الرأس إلى الحساسية الجلديّة والألم العضلي.
تعليقات