الحلقة السادسة: كيف يحصل السرطان على حاجته الدموية
كيف تنمو الخلية السرطانية؟
يتألف الورم السرطاني من بلايين الخلايا السرطانية، ويزداد حجمه نتيجة زيادة عدد الخلايا. تدخل كل خلية حية في حلقة نمو، حيث تتضاعف في كل مرة.
عندما يكبر الورم يبتعد مركزه أكثر فأكثر عن الأوعية الدموية الموجودة في المنطقة التي ينمو فيها. لذلك ينقص تزويد مركز الورم بالأوكسجين والمغذّيات الأخرى التي تحتاجها كل الخلايا للبقاء.
إذا لم تحصل الخلية على الأوكسجين والمغذّيات اللازمة لها ستموت، لذلك فهي تحتاج لتأمين التغذية الدموية الخاصة بها حتى تعيش. وهنا تقوم الخلية السرطانية بما يسمى تولُّد الأوعية Angiogenesis، حيث تقوم بتحريض الخلايا السليمة على إفراز عوامل مولِّدة للأوعية (angiogenic factors) تساعد على تشكيل أوعية دموية جديدة. يعتقد العلماء أنّ الورم لا يستطيع أن ينمو بحجم أكبر من رأس الدبوس قبل أن يزوّد نفسه بالتغذية الدموية التي يحتاجها.
السرطانة الموضّعة (اللابِدة) Carcinoma in situ:
يدعى السرطان في هذه المرحلة المبكرة جداً بالسرطان المُوضَّع، وهذا يعني أن الورم صغير جداً ولم ينتشر بعد إلى المساحة المحيطة به، أو إلى أي مكان آخر في الجسم. يظن بعض العلماء أن السرطان يصل إلى هذه المرحلة وقد يتوقف عن التطور لفترة تمتد من أشهر إلى سنوات.
تبقى هذه السرطانات صغيرةً جداً بحيث لا يمكن كشفها إلا إن كانت في مكان من السهل كشفها فيه (على الجلد مثلاً). تكون السرطانة الموضّعة في الأعضاء الداخلية صغيرة جداً بحيث لا يمكن كشفها بالتصوير أو المسح؛ يُستثنى من ذلك سرطان الثدي وسرطان عنق الرحم (حيث تُكشف السرطانة عن طريق صورة الثدي الشعاعية Mammogram ولطاخة عنق الرحم Cervical smear).
تولّد الأوعية الدموية angiogenesis:
يمكن للخلايا السليمة أن تحرّض تشكّل أوعية دموية جديدة، وهذا يحدث لترميم الأذية النسيجية عند شفاء الجرح، ويسمّى تولّد الأوعية، حيث تحتوي الخلايا السليمة على مورّثات يمكنها إنتاج بروتينات تدعى العوامل المشكّلة أو المولّدة للأوعية التي تفعّل (تنشّط)عملية تشكيل الأوعية. كما تحتوي على مورّثات تنتج بروتينات تدعى العوامل المضادّة لتولّد الأوعية (Antiangiogenic factors)، والتي تثبّط عملية تشكّل الأوعية.
يعتقد العلماء أنّ القدرة على تشكيل أوعية جديدة هي نقطة الاختلاف الرئيسية بين السرطانات الموضّعة (أو اللابِدة) In situ والسرطانات النامية، كما يعتقدون أن السرطانة الموضعة تبقى هاجعة وغير قادرة على الانتشار لفترة مؤقتة فقط، ثم إنها بعد ذلك تقوم بتشكيل أوعية دقيقة تدعى الشعريّات الدموية capillaries، عندها ستنمو وتنتشر في النسج المحيطة بها، والمقطع التالي يوضح ذلك:
هنا
ما أن يتمكّن السرطان من تحريض نمو الأوعية الدموية، حتى يكبر أكثر وأكثر بسرعة، وعندها سوف يحرّض على نمو المئات من الشعرِيّات الدموية من الأوعية المجاورة، ليحصل على التغذية والأوكسجين.
تولّد الأوعية وانتشار السرطان:
يعتقد العلماء أنّ تشكيل الأوعية قد يلعب دوراً في انتشار السرطان، حيث أنهم وجدوا أن الشعريات الدموية المتشكّلة تطلق مواداً تساعد الخلايا السرطانية على الانفصال عن الورم الأساسي أو البدئي والانطلاق في مجرى الدم، حيث يمكنها أن تنتقل إلى مكان آخر من الجسم وتبدأ بالنمو هناك من جديد.
إنّ تشكيل الأوعية يفسّر لماذا تظهر النقائل السرطانية (أي الأورام الثانوية المنتشرة عن الورم الأصلي) بعد سنوات من ظهور الورم البدئي.
يمكن أن تتطوّر النقائل السرطانية الصغيرة بشكل مشابه للسرطانة اللابِدة أو الموضّعة Carcinoma in situ، حيث تستمر الخلايا بالانقسام والإصابة بالطفرات، إلا أن السرطان لا يمكن أن يصبح أكبر.
قد تكتسب الخلايا فجأةً القدرة على إطلاق حدَثِيّة تشكيل الأوعية بعد أشهر أو حتى سنوات، وذلك عن طريق حدوث الطفرات، وستعود عندها هذه النقائل السرطانية لتبدأ بالنمو بسرعة أكبر وتصبح كبيرة كفاية لإحداث الأعراض أو لتظهر بالتصوير.
الأبحاث في مجال تولّد الأوعية الدموية:
تدور الكثير من الأبحاث حالياً حول تولّد الأوعية، حيث وجدت أنّ تركيز العوامل المشكّلة للأوعية مرتفع بشكل كبير في الحواف الخارجية للورم. قد تُوقِف الأدوية المضادة لتشكل الأوعية من ارتشاح السرطان في الأنسجة المحيطة به أو الانتشار، وقد تكون قادرة على إيقاف الورم عن النمو أو تقليص حجمه في بعض الحالات.
اكتشف الباحثون بعض الأدوية المضادّة لتشكيل الأوعية والقادرة على السيطرة على بعض الأورام، منها:
• الإنترفيرون ألفا Interferon alpha .
• التاليدوميد Thalidomide.
• الأفاستين Bevacizumab (Avastin) .
لا تؤثّر العوامل المضادة لتولّد الأوعية إلا على الأوعية المتشكلة حديثاً.
كذلك يستخدم الأطباء هذه الأبحاث للتنبّؤ بسلوك السرطان، حيث تمتلك بعض السرطانات تراكيز عالية من الأوعية الدموية في حوافها الخارجية أكثر من غيرها من السرطانات (احتماليتها أكبر للانتشار). وفي حال نجح الأطباء بالتنبؤ بأنّ سرطاناً ما ليس لديه قابلية الانتشار، عندها سيدّخر المرضى العلاجات الأقوى والأكثر تركيزاً لمرضى آخرين هم بحاجة إليها، كما سيوفّرون على أنفسهم تحمّل الآثار الجانبية المرتبطة بهذه العلاجات الأقوى.
شكل يوضح لماذا تحتاج الخلايا السرطانية إلى تغذية دموية خاصة بها.
الشعريات الدموية
الأوعية اللمفاوية
خلايا طبيعية مع تغذيتها الدموية
خلايا سرطانية آخذة بالابتعاد عن التغذية الدموية
يتألف الورم السرطاني من بلايين الخلايا السرطانية، ويزداد حجمه نتيجة زيادة عدد الخلايا. تدخل كل خلية حية في حلقة نمو، حيث تتضاعف في كل مرة.
عندما يكبر الورم يبتعد مركزه أكثر فأكثر عن الأوعية الدموية الموجودة في المنطقة التي ينمو فيها. لذلك ينقص تزويد مركز الورم بالأوكسجين والمغذّيات الأخرى التي تحتاجها كل الخلايا للبقاء.
إذا لم تحصل الخلية على الأوكسجين والمغذّيات اللازمة لها ستموت، لذلك فهي تحتاج لتأمين التغذية الدموية الخاصة بها حتى تعيش. وهنا تقوم الخلية السرطانية بما يسمى تولُّد الأوعية Angiogenesis، حيث تقوم بتحريض الخلايا السليمة على إفراز عوامل مولِّدة للأوعية (angiogenic factors) تساعد على تشكيل أوعية دموية جديدة. يعتقد العلماء أنّ الورم لا يستطيع أن ينمو بحجم أكبر من رأس الدبوس قبل أن يزوّد نفسه بالتغذية الدموية التي يحتاجها.
السرطانة الموضّعة (اللابِدة) Carcinoma in situ:
يدعى السرطان في هذه المرحلة المبكرة جداً بالسرطان المُوضَّع، وهذا يعني أن الورم صغير جداً ولم ينتشر بعد إلى المساحة المحيطة به، أو إلى أي مكان آخر في الجسم. يظن بعض العلماء أن السرطان يصل إلى هذه المرحلة وقد يتوقف عن التطور لفترة تمتد من أشهر إلى سنوات.
تبقى هذه السرطانات صغيرةً جداً بحيث لا يمكن كشفها إلا إن كانت في مكان من السهل كشفها فيه (على الجلد مثلاً). تكون السرطانة الموضّعة في الأعضاء الداخلية صغيرة جداً بحيث لا يمكن كشفها بالتصوير أو المسح؛ يُستثنى من ذلك سرطان الثدي وسرطان عنق الرحم (حيث تُكشف السرطانة عن طريق صورة الثدي الشعاعية Mammogram ولطاخة عنق الرحم Cervical smear).
تولّد الأوعية الدموية angiogenesis:
يمكن للخلايا السليمة أن تحرّض تشكّل أوعية دموية جديدة، وهذا يحدث لترميم الأذية النسيجية عند شفاء الجرح، ويسمّى تولّد الأوعية، حيث تحتوي الخلايا السليمة على مورّثات يمكنها إنتاج بروتينات تدعى العوامل المشكّلة أو المولّدة للأوعية التي تفعّل (تنشّط)عملية تشكيل الأوعية. كما تحتوي على مورّثات تنتج بروتينات تدعى العوامل المضادّة لتولّد الأوعية (Antiangiogenic factors)، والتي تثبّط عملية تشكّل الأوعية.
يعتقد العلماء أنّ القدرة على تشكيل أوعية جديدة هي نقطة الاختلاف الرئيسية بين السرطانات الموضّعة (أو اللابِدة) In situ والسرطانات النامية، كما يعتقدون أن السرطانة الموضعة تبقى هاجعة وغير قادرة على الانتشار لفترة مؤقتة فقط، ثم إنها بعد ذلك تقوم بتشكيل أوعية دقيقة تدعى الشعريّات الدموية capillaries، عندها ستنمو وتنتشر في النسج المحيطة بها، والمقطع التالي يوضح ذلك:
هنا
ما أن يتمكّن السرطان من تحريض نمو الأوعية الدموية، حتى يكبر أكثر وأكثر بسرعة، وعندها سوف يحرّض على نمو المئات من الشعرِيّات الدموية من الأوعية المجاورة، ليحصل على التغذية والأوكسجين.
تولّد الأوعية وانتشار السرطان:
يعتقد العلماء أنّ تشكيل الأوعية قد يلعب دوراً في انتشار السرطان، حيث أنهم وجدوا أن الشعريات الدموية المتشكّلة تطلق مواداً تساعد الخلايا السرطانية على الانفصال عن الورم الأساسي أو البدئي والانطلاق في مجرى الدم، حيث يمكنها أن تنتقل إلى مكان آخر من الجسم وتبدأ بالنمو هناك من جديد.
إنّ تشكيل الأوعية يفسّر لماذا تظهر النقائل السرطانية (أي الأورام الثانوية المنتشرة عن الورم الأصلي) بعد سنوات من ظهور الورم البدئي.
يمكن أن تتطوّر النقائل السرطانية الصغيرة بشكل مشابه للسرطانة اللابِدة أو الموضّعة Carcinoma in situ، حيث تستمر الخلايا بالانقسام والإصابة بالطفرات، إلا أن السرطان لا يمكن أن يصبح أكبر.
قد تكتسب الخلايا فجأةً القدرة على إطلاق حدَثِيّة تشكيل الأوعية بعد أشهر أو حتى سنوات، وذلك عن طريق حدوث الطفرات، وستعود عندها هذه النقائل السرطانية لتبدأ بالنمو بسرعة أكبر وتصبح كبيرة كفاية لإحداث الأعراض أو لتظهر بالتصوير.
الأبحاث في مجال تولّد الأوعية الدموية:
تدور الكثير من الأبحاث حالياً حول تولّد الأوعية، حيث وجدت أنّ تركيز العوامل المشكّلة للأوعية مرتفع بشكل كبير في الحواف الخارجية للورم. قد تُوقِف الأدوية المضادة لتشكل الأوعية من ارتشاح السرطان في الأنسجة المحيطة به أو الانتشار، وقد تكون قادرة على إيقاف الورم عن النمو أو تقليص حجمه في بعض الحالات.
اكتشف الباحثون بعض الأدوية المضادّة لتشكيل الأوعية والقادرة على السيطرة على بعض الأورام، منها:
• الإنترفيرون ألفا Interferon alpha .
• التاليدوميد Thalidomide.
• الأفاستين Bevacizumab (Avastin) .
لا تؤثّر العوامل المضادة لتولّد الأوعية إلا على الأوعية المتشكلة حديثاً.
كذلك يستخدم الأطباء هذه الأبحاث للتنبّؤ بسلوك السرطان، حيث تمتلك بعض السرطانات تراكيز عالية من الأوعية الدموية في حوافها الخارجية أكثر من غيرها من السرطانات (احتماليتها أكبر للانتشار). وفي حال نجح الأطباء بالتنبؤ بأنّ سرطاناً ما ليس لديه قابلية الانتشار، عندها سيدّخر المرضى العلاجات الأقوى والأكثر تركيزاً لمرضى آخرين هم بحاجة إليها، كما سيوفّرون على أنفسهم تحمّل الآثار الجانبية المرتبطة بهذه العلاجات الأقوى.
شكل يوضح لماذا تحتاج الخلايا السرطانية إلى تغذية دموية خاصة بها.
الشعريات الدموية
الأوعية اللمفاوية
خلايا طبيعية مع تغذيتها الدموية
خلايا سرطانية آخذة بالابتعاد عن التغذية الدموية
تعليقات