يحكى أن ملكا كان لديه وزير حكيم ... وكان هذا الوزير كلما ألمّت مصيبة بالملك أو المملكة يهون على ملكه ويقول له لعله خير يا مولاي ...
فلا أحد يعرف ما هو مقدر له مما تحمله الايام لنا قد نراه شرا ويكون الخير فيه وقد نرى الخير في سبيل اخر ويكون الشر فيه ...
الى ان جاء يوم وضاق الملك ذرعا من كلمة وزيره والتي هي ( لعله خير ) حيث كان الملك ينظف سيفه واذ به يقطع اصبعا من أصابع يديه ..
فجاء وزيره يزوره ويطمئن عليه وقال له لا بأس عليك يا مولاي ولعله خير لك ...
فثار غضب الملك وقال له أمجنون أنت أيها الوزير ؟؟؟
وأين الخير بأن تقطع إصبعي وأمر بسجن وزيره...
فقال الوزير والجنود يذهبون به الى السجن فقال ( لعله خير ) ....
وبعد مدة كان الملك في رحلة صيد وإذ بقبيلة بدائية تمسك بالملك وتذهب به مكبلا الى حيث تقيم حيث أرادوا ان يقدموه قربانا لآلهتهم
فأعدوا النار لكي يحرقوا هذا الملك ... فكبلوه وأوثقوه وإذ بهم يرون ان اصبعه مقطوعة ولا يصلح لئن يكون قربانا فأطلقوا سراحه ...
وهو في طريق عودته عرف ان قطع اصبعه كان خيرا له ... وتذكر كلمة وزيره ( لعله خير ) فعاد الى مملكته وأطلق سراح وزيره واعتذر منه ..
وحكى له ما جرى معه في رحلته وقال له اما الخير الذي أصابني من قطع اصبعي فعرفته ... فما الخير الذي أصابك من سجني لك ...
فضحك الوزير وقال لو لم تسجني يا مولاي لكنت معك في رحلتك هذه ولأخذوني عوضا عنك قربانا ....
فضحك الملك وعرف قيمة هذه الكلمة (لعله خير)
تعليقات