أهمية الوضوء وإعجازه
يكشف العلم أهمية النظافة الشخصية وبخاصة غسل الأيدي بانتظام، ونقول إن الإسلام منحنا عبادة رائعة هي الوضوء....
يؤكد بحث علمي جديد أن غسل الأيدي مفيد للإنسان في منحه شعوراً نفسياً طيباً أثناء اتخاذ القرارات ويكسبهم راحة نفسية. ويقول علماء النفس في جامعة ميشغان الأمريكية إن هذه الدراسة تبين أن غسل الأيدي يمحو المخاوف ويزيل الآثار النفسية للأخطاء التي ارتكبها الإنسان.
ولذلك فإن غسل الأيدي يساعد الإنسان على اتخاذ قرار أكثر دقة وبخاصة القرارات المهمة مثل الزواج أو شراء بيت أو سيارة أو الدراسة في الخارج...
هذه الدراسة تتعلق بغسل الأيدي ولكن الإسلام شرع لنا عبادة أكثر فائدة وهي الوضوء والذي يشمل غسل الأيدي والوجه والرجلين... ليس مرة أو مرتين بل خمس مرات كل يوم.
لا نملك ونحن نطلع على هذه الحقائق إلا أن نقول: سبحان الله! فالشيء الذي يلاحظه أي مؤمن محب للعلم والقرآن أن كل ما جاء به القرآن يصدقه العلم الحديث، حتى إننا لو فتشنا بين كل الاكتشافات العلمية الجديدة نجد شيئين:
1- كل حقيقة علمية أثبت العلم فائدة فيها نجد أن القرآن قد أمرنا بها!
2- كل حقيقة علمية أثبت العلم ضرراً فيها، نجد أن الله تعالى قد نهانا عنها!
قرأتُ بحثاً نُشر منذ مدة قصيرة وكتبت عنه ملخصاً وكالة رويترز (Reuters 2007)، فقد توصلت دراسة إلى أن غسل الأيدي بانتظام ربما يكون أكثر فعالية من العقاقير في الوقاية من انتشار فيروسات تصيب الجهاز التنفسي مثل الأنفلونزا والسارس.
وقد نشرت نتائج هذا البحث المجلة الطبية البريطانية British Medical Journal وخلص الباحثون من خلال مراجعة 51 دراسة إلى أن أن غسل الأيدي هي طريقة فعالة على المستوى الفردي في الوقاية من انتشار الفيروسات التي تصيب الجهاز التنفسي بل إنها أكثر فعالية عند اتخاذها في آن واحد.
وفي دراسة أخرى نشرتها مجلة Cochrane Library وجدوا أن غسل الأيدي بالصابون والماء فقط وسيلة بسيطة وفعالة لكبح انتشار الفيروسات التي تصيب الجهاز التنفسي بدءاً من فيروسات البرد اليومية إلى الأنواع المهلكة التي تؤدي إلى انتشار الأوبئة.
وهنا أيها الأحبة نتذكر لماذا أمرنا الله تعالى أن نبدأ بغسل أيدينا في الوضوء: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) [المائدة: 6].
في هذه الآية الكريمة أمرنا الله تعالى أن نغسل أيدينا حتى المرافق لدرء أية فيروسات أو جراثيم محتملة، وأمرنا أن نغسل وجوهنا لإبعاد أي آثار لهذه الجراثيم، وأمرنا أن نمسح رؤوسنا لدرء ما علق فيها من غبار وأوساخ، وأمرنا كذلك أن نغسل أرجلنا.
حتى في حالة غياب الماء لم يتركنا الله هكذا عرضة للجراثيم والأوساخ والبكتريا الضارة، بل أمرنا أن نتيمم بالتراب (فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا) وسبحان الله يأتي العلم في أحدث دراسة له ليكتشف أن في التراب مضادات حيوية تقتل أعند أنواع الجراثيم!!!
ولذلك قال تعالى: (فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ) ويأتي العلماء ليؤكدوا أن أفضل طريقة لتنظيف المسامات الجلدية في اليدين والوجه والتي تراكمت فيها الدهون والبكتريا والفيروسات هي أن نمسحها بشيء من التراب!!! وأخبرنا عن الحكمة من ذلك فقال: (وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ)، فهل هناك أعظم من تعاليم هذا الدين الحنيف؟
ولا نملك إلا أن نقول: (رَبَّنَا آَمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ) [آل عمران: 53].
تعليقات